أقسام المنتديات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنت الزائر رقم

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

المواضيع الأخيرة

» مكياج متنوع
متى نصر الله ؟ Emptyالسبت يناير 31, 2009 5:39 pm من طرف رميصاء

» الحناء المنقوشة
متى نصر الله ؟ Emptyالسبت يناير 31, 2009 5:07 pm من طرف رميصاء

» المنسف اكلة فلسطينية
متى نصر الله ؟ Emptyالسبت يناير 31, 2009 4:46 pm من طرف رميصاء

» قصصات الشعر للعرائس
متى نصر الله ؟ Emptyالخميس يناير 29, 2009 6:09 pm من طرف رميصاء

» قصصات شعر بالتجنن
متى نصر الله ؟ Emptyالخميس يناير 29, 2009 6:04 pm من طرف رميصاء

» الحصول على الشعر الصحي
متى نصر الله ؟ Emptyالأربعاء يناير 28, 2009 8:46 pm من طرف رميصاء

» وصفات لبشرة متالقة تعالي استفيدي من تجاربنا
متى نصر الله ؟ Emptyالأربعاء يناير 28, 2009 8:42 pm من طرف رميصاء

» مكياج يجعلك رشيقة
متى نصر الله ؟ Emptyالأربعاء يناير 28, 2009 8:34 pm من طرف رميصاء

» مكياج خليجي
متى نصر الله ؟ Emptyالأربعاء يناير 28, 2009 8:30 pm من طرف رميصاء

سحابة الكلمات الدلالية


    متى نصر الله ؟

    مبدع مسلم
    مبدع مسلم
    مشرف منتديات الإسلامية
    مشرف منتديات الإسلامية


    عدد الرسائل : 44
    تاريخ التسجيل : 24/12/2008

    متى نصر الله ؟ Empty متى نصر الله ؟

    مُساهمة من طرف مبدع مسلم الخميس يناير 15, 2009 2:08 am

    السؤال

    في كل يوم أطالع الأخبار التي تجعلني أشعر باليأس من حال العالم الإسلامي؛
    مئات الضحايا في فلسطين والحرب هناك مشتعلة، وهذا الظلم الواقع على أي شيء
    له علاقة بالإسلام.
    أعلم أنه لا يقنط من رحمة الله إلا الكافرون، ولكن لماذا لا يساعدنا الله
    قليلاً، خصوصًا هؤلاء المظلومين من الأطفال والشيوخ وغيرهم من الأبرياء...
    متى سيتحقق وعد الله لنا بالنصر؟
    كلما دعوت بعض المقربين والأصدقاء إلى الإيمان بالله يكون جوابهم: "لو كان
    الله موجودًا، أو لو كان الله عادلاً، لما سمح بهذا الظلم الواقع على
    المساكين"!! ولا أدري ماذا أجيبهم، فهل أجد عندكم بعض ما يعطيني أملاً؟؟

    متى نصر الله ؟ Star16aj5

    المستشار

    الدكتور كمال المصري

    متى نصر الله ؟ Star16aj5

    الجواب

    أخي الكريم...

    رغم ما تحمله نفوسنا جميعًا من همٍّ وغمٍّ لما وصل إليه حال المسلمين اليوم، سواءً من أصابهم القرح، ومن لم يصبهم بعد.

    ورغم أنني امرؤ من قومي أصابني ما أصاب قومي، وقلبي يحمل مثل ما تحمل قلوب
    أبناء أمتي، إلا أنني لا أرى ما رأيته أنت من عدم تدخُّل الله تعالى لرفع
    الظلم عنا.

    يا أخي الكريم،

    سأضرب لك مثالاً، لو أنك قررت الاشتراك في بطولة للتنس مثلاً، ثم وجدت
    الحكم يحتسب عليك نقاط الكرات التي يصيب فيها منافسك أرض ملعبك دون أن
    تستطيع ردها، وفي الوقت نفسه يحتسب عليك نقاط عدم رميك للإرسال داخل
    المنطقة المحددة لذلك في الملعب، حين وجدت الحكم يفعل ذلك، هل لك حق
    الاعتراض؟ بالطبع لا، فطالما أنك اشتركت في هذه اللعبة فعليك الالتزام
    بقوانينها وقواعدها.. أليس كذلك؟؟

    لله دومًا المثل الأعلى، لقد وضع الله تعالى لنا قواعد وأسسًا تحكم تأييده
    ونصره لنا، وطالما نحن لم نلتزم بهذه القواعد والأسس، فليس من حقنا أن
    نطلب تأييده تعالى، أليس كلامي منطقيّا؟؟

    تعالَ معي لنرى حال المسلمين اليوم: الكل يألم، والكل يحزن، ولا يملك
    المسلمون إلا دمعاتٍ يذرفونها كمدًا، وأيدٍ عاجزةً كلَّةً ترتفع بدعاءٍ
    إلى الله تعالى، لكنه دعاء العاجز الذي لا ينفع ولا يفيد، وليس دعاء
    الباذل الصادق العامل.

    كم من المسلمين وضع أمته ودينه قبل نفسه كي ينال رحمة الله تعالى؟
    كم من المسلمين كان إيجابيّا لأمته وفاعلاً كي يطلب نصر الله تعالى؟
    كم من المسلمين كان ملتزمًا بدينه حقَّ الالتزام كي يحقَّ له فضل الله تعالى عليه؟

    أهذه أمةٌ تستحقُّ أن ينصرها الله تعالى؟ بل: أهذه أمةٌ تستحق أن لا يغضب
    ربها تعالى عليها؟ أعتذر عن قسوة ما أقول، ولكنها الحقيقة المرة التي
    علينا جميعًا أن نراها بجلاء.

    أنا لا أتهم أحدًا، ولا أدَّعي أن الأمة ليس فيها خير، بل الخير ما زال
    فيها، لكنه خيرٌ فرديٌّ لا خير جماعي، والإصلاح العام والنصرة يأتيان
    للأمة لا للأفراد. كما أنني لا أبرئ نفسي، فأنا - كما قلت من قبل - ما أنا
    إلا امرؤٌ من قومي، فيَّ ما فيهم من عيوب، وأصابني ما أصابهم، غير أنني
    عرفت أسباب ما أصابني، ولم أرمِ بذنب تقصيري على غيري.

    ورغم كل ما سبق، فلا أرى يا أخي الكريم الصورة قاتمةً كما رأيتها، بل أرى
    من خلالها أملاً قادمًا، وبابًا للفرج قريب، وكما يقولون: "اشتدي أزمة
    تنفرجي"، وها هي تشتد، وتنتظر منا الفعل كي تنفرج، ولعل إحساسنا بأخطائنا
    الخطوة الأولى لاستحقاقنا عون ربنا سبحانه، وبقي علينا كي نصل للخطوة
    الثانية أن نحاول إصلاحها ما استطعنا.

    إن ما يصيب المسلمين اليوم هو ابتلاء، ولكن الابتلاء ليس كما نفهمه دائمًا
    أنه للتمحيص وتنقية النفس، بل أحيانًا كثيرةً يكون عقابًا على تقصيرنا
    وإهمالنا وتفريطنا، فنُبتَلى بسبب ذلك التقصير والإهمال والتفريط، وحتى
    نفهم الابتلاء على حقيقته، سأبدأ معك الحكاية من أولها، لأقول: إن
    الابتلاء قسمان:

    * القسم الأول: ابتلاء التقصير:

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليس في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله
    آيةٌ ولا حديثٌ يأمر العباد أن يرضوا بكل مقضيٍّ مقدَّرٍ من أفعال العباد،
    حسنِها وسيئِها، فهذا أصل يجب أن يُعتنَى به).

    وهذا هو الأصل، أن لا نُحمِّل الله تعالى مسئولية أعمالنا، فرضاؤنا بقضاء
    الله تعالى الناتج عن تقصيرنا، واستخدامنا لألفاظ مثل: "قدَّر الله وما
    شاء فعل" و"خيرًا إن شاء الله" وغير ذلك بعد أن نكون قد فرَّطنا، كل ذلك
    رضاءٌ كاذب، واستخدامٌ خاطئ، فالرضا يكون حين نستنفذ الأسباب ولا نحصل على
    ما كنا نروم، عندها يحقٌّ لنا أن نرضى بما بقدر الله تعالى، لكن أن نقصِّر
    ونهمل ونتكاسل ونفرط، ثم نحمل ذلك كله على أنه قضاء الله تعالى وقدره، فما
    هو من الدين في شيء.

    إن هذا المنطق الكاذب الخاطئ يصادم التصور الإسلامي حول التكليف وتحميل
    الأمانة، فالنصوص والوقائع أكدت مسئولية الإنسان وحريته واختياره مسئوليةً
    ينتفي معها تحميل الله تعالى نتائج أفعالنا، ولو كان الأمر كما يتوهمون،
    فلن يبقى بعدها من مبررٍ للثواب والعقاب، طالما انتفت حرية الاختيار
    وإرادته.

    وهذا ما أكده القرآن الكريم، قال تعالى: (إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى
    يغيروا ما بأنفسهم)، وفيها يقول الإمام القرطبي: (أخبر الله تعالى في هذه
    الآية أنه لا يغير ما بقومٍ حتى يقع منهم تغيير)، وقال أيضًا: (لأن الله
    لا يغير ما بقومٍ من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم بالإصرار على
    الكفر، فإن أصروا حان الأجل المضروب ونزلت بهم النقمة).

    وقال تعالى: (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من
    عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير)، قال الإمام الطبري: (يقول: بما
    عصيتم). وليس بعاقلٍ مَن يدَّعي حينئذٍ أن هذه النقمة وتلك المصيبة هي قدر
    الله تعالى الذي علينا الرضا به، بل هو العقاب الذي علينا المسارعة إلى
    تصحيح أخطائنا حتى يرفعه الله تعالى عنا.

    والنصوص في هذا المعنى غير ما سبق كثيرة، منها:

    - قال تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا
    من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا
    يصنعون). قال الإمام القرطبي: ("بما كانوا يصنعون" أي من الكفر والمعاصي).
    - وقال تعالى: (وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً وأنشأنا بعدها قومًا آخرين).
    - وقال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).
    - وقال تعالى: (فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم).
    - وقال تعالى: (ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم).
    - وقال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
    - وقال تعالى: (فكأيِّن من قريةٍ أهلكناها وهي ظالمةٌ فهي خاويةٌ على
    عروشها وبئرٍ معطَّلةٍ وقصرٍ مشيد . أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ
    يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب
    التي في الصدور).
    - وقال تعالى: (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من
    بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين . وما كان ربُّك مُهلِك القرى حتى
    يبعث في أمِّها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنَّا مُهلكي القرى إلا
    وأهلها ظالمون).
    - وقال تعالى: (فإن تولَّوا فإنما عليك البلاغ المبين . يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون).
    - ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشركي قريش لكفرهم فقال: (اللهم
    اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف) متفق عليه، فابتلوا
    بالشدة والقحط والبلاء.
    - ولعن صلى الله عليه وسلم من عصا الله تعالى ورسوله، فعن أنس بن مالكٍ
    رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شهرًا يلعن رِعْلاً
    وذَكْوَانَ وعصَيَّةَ عَصَوا الله ورسوله. رواه مسلم.

    فكل ما سبق لم يكن ابتلاء التمحيص، وإنما ابتلاء التقصير، والفرق في هذا كبير.

    *القسم الثاني: ابتلاء التمحيص:

    هو الابتلاء الذي ورد ذكره في آيات كثيرة في القرآن الكريم، وهو سنة من
    السنن الكونية التي قررها الله تعالى على أتباعه في كل عصر وأوان، قال
    تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم
    مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر
    الله ألا إن نصر الله قريب).

    ولا يُفهَم من هذا أن الابتلاء إنما يكون بحرب وقتال الأعداء فقط، وإنما
    الابتلاء في كل شيء، وبأية طريقة، يقول الإمام الطبري في شرحه للآية
    السابقة: (أم حسبتم أنكم أيها المؤمنون بالله ورسله تدخلون الجنة، ولم
    يصبكم مثل ما أصاب من قبلكم من أتباع الأنبياء والرسل من الشدائد والمحن
    والاختبار، فتبتلوا بما ابتلوا واختبروا به من البأساء وهو شدة الحاجة
    والفاقة والضراء، وهي العلل والأوصاب؛ ولم تزلزلوا زلزالهم، يعني: ولم
    يصبهم من أعدائهم من الخوف والرعب شدة وجهد حتى يستبطئ القوم نصر الله
    إياهم، فيقولون: متى الله ناصرنا).

    وقد وضح ذلك في قوله تعالى: (الم . أحسب الناس أن يُتركُوا أن يقولوا آمنا
    وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن
    الكاذبين)، يقول الإمام الطبري: ("يفتنون": أي يبتلون في أنفسهم وأموالهم).

    وذلك الابتلاء الذي قرره الله تعالى إنما قرره لحكمٍ عظيمة، وإلا فالله
    تعالى ليس بعاجزٍ عن أن ينتصر للمؤمنين، قال تعالى: (ذلك ولو يشاء الله
    لانتصر منهم، ولكن ليبلو بعضكم ببعض، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل
    أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم، ويدخلهم الجنة عرَّفها لهم).

    قال الإمام الطبري: (لانتصر من هؤلاء المشركين الذين بيَّن هذا الحكم فيهم
    بعقوبة منه لهم عاجلة، وكفاكم ذلك كله، ولكنه تعالى ذكر كره الانتصار
    منهم، وعقوبتهم عاجلاً إلا بأيديكم أيها المؤمنون، يقول: ليختبركم بهم،
    فيعلم المجاهدين منكم والصابرين، ويبلوهم بكم).

    ويقول الأستاذ سيد قطب، رحمه الله: (وفي هذا الابتلاء يستجيش في نفوس
    المؤمنين أكرم ما في النفس البشرية من طاقات واتجاهات، فليس أكرم في النفس
    من أن يعز عليها الحق الذي تؤمن به، حتى تجاهد في سبيله، فتقتُل وتُقتَل،
    ولا تسلم في هذا الحق الذي تعيش له وبه، ولا تستطيع الحياة بدونه، ولا تحب
    هذه الحياة في غير ظله.

    ويريد ليربيهم، فيظل يخرج من نفوسهم كل هوى وكل رغبة في أعراض هذه الأرض
    الفانية، مما يعز عليهم أن يتخلوا عنه، ويظل يقوي في نفوسهم كل ضعف ويكمل
    كل نقص، وينفي كل زغل ودخل، حتى تصبح رغائبهم كلها في كفة، وفي الكفة
    الأخرى تلبية دعوة الله للجهاد، والتطلع إلى وجه الله ورضاه، فترجع هذه
    وتشيل تلك، ويعلم الله من هذه النفوس أنها خُيّرت فاختارت، وأنها تربت
    فعرفت، وأنها لا تندفع بلا وعي، ولكنها تقدر وتختار.

    ويريد ليصلحهم، ففي معاناة الجهاد في سبيل الله، والتعرض للموت في كل
    جولة، ما يعود النفس الاستهانة بهذا الخطر المخوف، الذي يكلف الناس الكثير
    من نفوسهم وأخلاقهم وموازينهم وقيمهم ليتقوه، وهو هين هين عند من يعتاد
    ملاقاته، سواء سلم منه أو لاقاه.
    والتوجه به لله في كل مرة يفعل في النفس في لحظات الخطر شيئاً يقربه
    للتصور فعل الكهرباء بالأجسام، وكأنه صياغة جديدة للقلوب والأرواح على
    صفاء ونقاء وصلاح).

    وللإمام ابن القيم معانٍ أخرى يراها في الابتلاء، حين يقول: (إن الله لم
    يمنع عنك ما منعه بخلاً منه، ولا نقصانًا من خزائنه، ولا استئثارًا عليك
    بما هو حق لك، ولكن منعك ليردك إليه، وليعزك بالتذلل له، وليغنيك
    بالافتقار إليه، وليَجْبُرَك بالانكسار بين يديه، وليذيقَك بمرارة المنع
    حلاوةَ الخضوع له ولذة الفقر إليه، وليُلْبِسَكَ حِلْيَةَ العبودية،
    ويُوَلِّيَك بعزلك أشرف الولايات، وليشهدك حكمته في قدرته، ورحمته في
    عزَّته، وبِرَّه ولطفه في قهره، وأن منعه عطاءٌ، وعزله توليةٌ، وعقوبته
    تأديبٌ، وامتحانه عطيةٌ ومَحَبَّةٌ، وتسليط أعدائه عليك سائقٌ يسوقه إليك).

    أخي الكريم،

    صحيحٌ أن الابتلاءات تميز الصفوف وتكشفها، فيظهر المؤمنون ويظهر المنافقون، ويظهر الكل على حقيقته.

    وصحيحٌ أن الدعوات التي تنتصر هي تلك التي يكون أفرادها قد مروا بمراحل
    الابتلاء والتمحيص وجاوزوها وما ثَمَّة انحراف، وثبتوا وما ثَمةَّ تنازل،
    وعقدوا العزم على أن يمضي الكل في هذا الطريق ولا يتخلف أحد أو يتقهقر
    واحد، وجهتهم رضى الله سبحانه، وغايتهم إرجاع الناس إلى العبودية الحقة
    لله تعالى وحده، ولقوا الله تعالى على ذلك، وما بدَّلوا ولا غيَّروا، فإذا
    تحقق منهم ذلك، كان لهم العون والمدد والنصر من الله تعالى، فيشفي صدور
    المؤمنين، ويُذهب غيظ قلوبهم، ويتوب عليهم، وهو سبحانه العليم الحكيم.

    كل ذلك صحيح حين يكون الابتلاء ابتلاء تمحيص، لكنه يختلف - ولابد أن يختلف
    - حين يتعلق الأمر بابتلاء التقصير، فنصر الله تعالى لن يتحقق إلا إذا زال
    هذا التقصير وانمحى، وحلَّ مكانه الالتزام والبذل والعطاء.

    إن حال أمتنا اليوم هو ابتلاء التقصير لا ابتلاء التمحيص، فلا ننتظر عون الله تعالى قبل أن نعود إلى أنفسنا، ونصلح قلوبنا وأعمالنا.

    ولا يقولنَّ قائل: "وما ذنب المستضعفين؟" لأن قانون الله تعالى هو ما
    أخبرنا به الحديث التالي: عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن رسول الله صلى
    الله عليه وسلم دخل عليها يومًا فزعًاً يقول: (لا إله إلا الله، ويلٌ
    للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)،
    وحلَّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول
    الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخَبَث) رواه البخاري
    ومسلم. وقد كثر اليوم في أمتنا الخَبَث يا أخي الكريم، فوجب أن نصلح
    أنفسنا حتى لا نهلك.

    قد عرفنا العيب والخطأ، فوجب أن نسعى لعلاجه، لنترك الكلم، ونبدأ العمل،
    والعمل لو نعلم كثير، إنه في بناء الذات وتفعيلها تمام التفعيل، فهل بنينا
    أنفسنا وربيناها كي تكون جاهزةً لخدمة الأمة؟؟

    وكي أكون أكثر عملية لأحدد لك أدواراً تستطيع القيام بها: أمامك اليوم - إضافةً إلى تربية النفس - دوران هامان:


    الدور الأول:

    أن تكون شخصًا إيجابيًّا فاعلاً منتجًا متقنًا في مجتمعك الذي تنتمي إليه، لا مجرد إنسانٍ على هامش الزمن والدنيا والحياة.

    الدور الثاني:
    أن تتفاعل مع قضايا أمتك كلها، وفي مقدمتها قضية
    فلسطين، إن العاجز يا أخي ليس هو من لا يفعل، إنه من لا يملك إرادة الفعل،
    فهل نملكها أنا وأنت ؟ شكرًا لك.. وأهلاً بك
    .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 3:22 pm